//
أصله ونشأته :مختلف في أصله، فبينما تخبر بعض كتب التاريخ العربية كالسلوك إلى معرفة دول الملوك للمقريزي والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي وتاريخ الجبرتي أنه تركي من القبجاق (
قازقاستان حاليا )، يرى بعض مؤرخي المسلمين
[بحاجة لمصدر] أن مؤرخي العرب كان يعتبرون الشركس جزءا من الترك وأن أي رقيق كان يجلب من مناطق القوقاز والقرم كانوا ينسبونه للقبجاق ، وبيع بيبرس في سوق الرقيق وهو في الرابعة عشر من عمره في سوق دمشق واشتراه الأمير علاء الدين الصالحي البندقداري لينتقل بعدها في خدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب والذي اعتقه معينا إياه قائدا لفرقة المماليك .
بيبرس الجندي والقائد :شارك مع المماليك في
معركة المنصورة ضد الصليبيين في رمضان من عام 647 هجرية الموافق
1249 ميلادية والتي تم فيها أسر الملك الفرنسي
لويس التاسع في دار ابن لقمان ، تولى بيبرس السلطنة في مصر في 17 من ذي القعدة سنة 658 هجرية الموافق
24 أكتوبر عام 1260 ميلادية،
هرب ركن الدين بيبرس للشام بعد مقتل فارس الدين أقطاي و تولي غريمه
عز الدين أيبك للسلطنة ، ثم عاد لمصر متوليا منصب الوزارة بعد تولي
سيف الدين قطز للحكم عام
1260 ميلادية ليشتركا معا في محاربة
المغول الذين كانوا في طريقهم إلى
مصر بعد اجتياحهم المشرق الإسلامي ثم
العراق وإسقاطهم الدولة العباسية في
بغداد .
يرجع له الفضل ه مع زميله السلطان
المظفر سيف الدين قطز في وقف المد المغولي على مصر و اندحار الخطر المغولي عن العالم وذلك في
معركة عين جالوت بفلسطين عام
1260 ميلادية والتي كانت أمام الجيش المغولي بقيادة القائد المغولي المحنك كتبغا.
بيبرس السلطانقام بعد توليه الحكم بإحياء
الدولة العباسية في
القاهرة والتي أسقطها المغول في بغداد عام
1258 م ، حيث استقدم السلطان بيبرس (أبي العباس أحمد) وعقد مجلسا لمبايعته للخلافة في القلعة في 9 محرم 661 الموافق
22 نوفمبر 1262 وبايعه بيبرس على العمل بكتاب الله وسنة رسوله وأصبحت بذلك السلطة الفعلية في يد الظاهر بيبرس .
شهد عهده نهضة معمارية وتعليمية كبيرة حيث اهتم بتجديد
الجامع الأزهر ، كما أنشأ عام 665 هجرية جامعا عرف باسمه إلى اليوم في مدينة القاهرة وهو
جامع الظاهر بيبرس ، وأقام
المدرسة الظاهرية بدمشق عام 676 هجرية .
ويعتبر الظاهر بيبرس أبرز ملوك الدولة المملوكية ، بتحالفه مع
بركة خان زعيم القبيلة الذهبية المغولية و إقامته لمعاهدات وعلاقات ودية مع كل من مانفرد بن فردريك الثاني الامبراطور الروماني وملك قشتالة ألفونسو العاشر ، وبقضائه أيضا على المؤامرات التي كانت تحاك ضد حكمه، حيث أخمد تمرد الأمير علم الدين سنجر الحلبي عام
1260 والتي كانت بعد مقتل السلطان قطز ، إضافة إلى ثورة الكوراني في القاهرة ضده في ذات العام ، ووسع ملكه بالفتوحات حيث أعلن الجهاد في جبهتين ضد المغول والصليبيين في الشام وقد دام حكمه حوالي سبعة عشر عاماً.
وفاته :توفي الظاهر بيبرس يوم الخميس 27 محرم من عام 676 هجرية - 2 مايو 1277 ميلادية بعد أن أرسى اسمه ضمن قائمة أبرز سلاطين العصر المملوكي .