Admin Admin
المساهمات : 490 تاريخ التسجيل : 12/09/2007
| موضوع: الحرب ( وعرفت إسرائيل بالحرب قبل موعدها ) الثلاثاء ديسمبر 18, 2007 4:55 pm | |
| برغم خطة الخداع، عرفت إسرائيل ان مصر وسوريا تعتزمان شن حرب، عرفت ان الحرب ستكون يوم عيد الغفران (6 أكتوبر) الا انها لم تدرك ابدا متى تكون ساعة الصفر. بدأ الأمر يوم الثلاثاء 2 أكتوبر 1973 في الوقت الذى كانت فيه جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل عائدة لتوها من فيينا بعد عدة مباحثات في النمسا بشأن قرار المستشار النمساوي الدكتور برونو كريسكي بإغلاق مركز استقبال المهاجرين اليهود من الاتحاد السوفيتي والمقام في قلعة (شونو) قرب فيينا والتى ينتقل منها المهاجرون اليهود بالاتوبيسات الى المطار ليستقلوا طائرات شركة (العال) الى اسرائيل.
فى هذا اليوم اعيد تقديم تقرير عاجل الى جولدا مائير يوصي بضرورة مناقشة الموقف في الجولان واستدعاء الإحتياط. وفي اليوم التالي عقد إجتماع بين مائير وموشي ديان وزير الدفاع والجنرال ديفيد بن اليعازر رئيس الأركان ويزرائيل جاليلي وزير الدولة ومستشار رئيسة الوزراء والجنرال زائيرا مدير المخابرات الحربية وفى هذا الإجتماع لم تستطع رئيسة الوزراء تجاهل الحديث عن رحلتها الفاشلة الى النمسا وقالت ان الهجوم الفدائي الذى قام به الفدائيون الفلسطينيون على القطار النمساوي الذى ينقل المهاجرين اليهود دفع المستشار النمساوي الى اغلاق المعسكر ووقف استقبال يهود الاتحاد السوفيتي. وتدخل بن اليعازر للعودة الى الموضوع الاصلي الذى عقد من اجله الاجتماع وقال ان الموقف على الجبهتين المصرية والسورية لا يمثل اى خطورة وانه من المستبعد وقوع هجوم مصري سوري مشترك، وأكد ان السوريون قاموا بحشد قواتهم على الجبهة منذ المعركة الجوية التى اسفرت عن سقوط 12 طائرة سورية الا انهم لم يتمكنوا من القيام بهجوم منفرد. اما الجبهة المصرية فهي تشهد حلقة آخرى من حلقات تحركاتها المستمرة طوال العام استعدادا للمناورات السنوية التى تشمل نقل القوات المختلفة من الشمال الى الجنوب ومن الغرب الى الشرق وبالعكس. واختتم بن اليعازر قوله بانه لا يوصي بإستدعاء قوات الإحتياط.
وقالت جولدا مائير انها لا تريد تكرار شهر مايو الماضي الذى سجلت يومها اجهزة الاستطلاع الاسرائيلية تحركات مصرية واسعة ورصدت معدات للعبور وكباري محمولة واخذ الموقف يومها بجدية وانتقلت رئيسة الوزراء الى مقر المخابرات العسكرية لمناقشة الامر والاستعداد لاستدعاء الاحتياط الا ان شيئا لم يحدث، واختتمت مائير قولها بأن ما نراه اليوم اقل مما تم رصده في مايو وما دام احدا لم يطلب التعبئة فإنني ايضا لن افكر فيها. وتابعت بأن مجلس الوزراء الاسرائيلي سيعقد جلسته المعتاده يوم 7 أكتوبر، عقب اجازة العيد وسنواصل يومها بحث الموقف.
وفى اليوم نفسه وبينما تتتابع الاعدادات للحرب، وقعت مفاجأة غير متوقعة كادت تكشف الأمر... لقد قامت شركة مصر للطيران بإلغاء رحلاتها الجوية وبدأت فى تنفيذ اخلاء طائراتها من مطار القاهرة كما اصدرت تعليمات صارمة الى طائراتها بالخارج بالبقاء حيث هي وعدم القيام برحلاتها المعتادة الى القاهرة، وكان وزير الطيران المدني وقتها هو صاحب هذه التعليمات، بسبب سوء فهم للتعليمات التى وجهها الرئيس السادات لعدد من الوزراء بشأن الإستعداد لأى احتمالات مفاجئه قد تقع بين لحظة وآخرى ولاحظ وزير الطيران تصاعد حالة الاستعداد فتوقع ان تقوم اسرائيل بضربة وقائية مماثلة لتلك التى قامت بها عام 1967 فاصدر قراراته خوفا على طائراته من التدمير. وعلى عجل اتصل وزير الحربية بوزير الطيران وتم تدارك الموقف بسرعة وعادت رحلات مصر للطيران الى الانتظام. ولم يكن لذلك الموقف اى انعكاس او رد فعل فى اسرائيل.
وما كادت تلك الأزمة تنتهى الا وكانت هناك ازمة آخرى فى الانتظار، فى صورة طلب عاجل تقدم به السفير السوفييتى بالقاهرة الى الرئيس السادات من الرئيس السوفيتي برجنييف يطلب فيه بالسماح بإخلاء المستشارين السوفييت وعائلاتهم من مصر، وكان ذلك موضع إستياء الرئيس السادات الا انه لم يكن ليملك الخيار وفى اليوم التالى وصلت بالفعل ست طائرات سوفيتية لنقل المستشارين واسرهم الى بلادهم، وتكرر الامر نفسه في سوريا. ولم يكن من الصعب ان تصل هذه المعلومة الى اسرائيل، وبدأ العدو يفهم ما يجري وبدأت آثار الخداع تزول شيئا فشيئا .. الا انه لم يتوقع ساعة الصفر التى بقيت لغزا بالنسبة الية.
فقد اتصلت رئيسة الوزراء الاسرائيلية جولدا مائير بكل من وزير الدفاع ومدير المخابرات ورئيس الأركان لتسألهم عن مدلول رحيل السوفيت من مصر لكن احدا منهم لم يجزم بأن حربا مصرية سورية يمكن ان تشن في غضون ساعات وان ترحيل السوفييت يمكن ان يسبق اى عمليات عسكرية بأيام او ربما اسابيع، الا انهم رغم ذلك اتفقوا على عقد اجتماع مساء اليوم نفسه (5 أكتوبر) وعقد الاجتماع بالفعل مساء وحضره كل الوزراء الموجودين بتل ابيب. واقترح وزير الصناعة حاييم بارليف (صاحب فكرة اقامة الخط الذى يحمل اسمه) الغاء الاجازات ورفع حالة الاستعداد خاصة فى اجهزة الدفاع الجوي تحسبا لأى خطر، وانتهى الاجتماع على ذلك دون التطرق الى استدعاء الإحتياط. ولم يكن هناك وقت حقيقة ليفعلوا، فقد بدأ العيد وتوقفت اجهزة الإعلام تماما ومعها كل وسائل الاستدعاء العلنية. | |
|
Admin Admin
المساهمات : 490 تاريخ التسجيل : 12/09/2007
| موضوع: رد: الحرب ( وعرفت إسرائيل بالحرب قبل موعدها ) الثلاثاء ديسمبر 18, 2007 4:56 pm | |
| وصباح يوم السادس من أكتوبر دق جرس التليفون الأحمر بمنزل موشى ديان وزير الدفاع الاسرائيلي وقال محدثه بوضوح .. " مصر وسوريا ستدخلان الحرب ضدنا قبل الغروب، الخبر مؤكد من مصدر رفيع المستوى" وقفز ديان من منزله الى مقر وزارته بعد ان استدعى رئيس الاركان وفى الوزارة نوقشت اربع نقاط اساسية: - استدعاء الاحتياط . - توجية ضربة جوية وقائية لكل من مصر وسوريا. - اجلاء النساء والاطفال من المستعمرات الحدودية في الجولان. - توجية انذار الى كل من مصر وسوريا لدفعهما الى التراجع والظهور امام العالم بأن مسئولية الحرب لا تقع على إسرائيل. وطلب رئيس الأركان موافقة رئيسة الوزراء على هذه النقاط ولم يكن هناك اى اعتراض على استدعاء الاحتياط لكن موضوع الضربة الوقائية كانت موضع البحث فى الاجتماع الذى عقد صباح اليوم نفسه بمنزل رئيسة الوزراء والذى عرف بإجتماع المطبخ.
وانتهى الاجتماع الى استدعاء الاحتياط وفتح قنوات الاتصال مع امريكا واجلاء النساء والاطفال من الجولان وتأجيل الضربة الوقائية مع الاعداد لها بحيث تتم فقط على الجبهة السورية والى قواعدها الجوية الداخلية ونظام دفاعها الصاروخي بالتحديد. وصدرت بالفعل الاوامر بإستدعاء الإحتياط بالطرق التقليدية وقدر رئيس الأركان القوات التى ستنضم الى العاملة ما بين 100 الف الى 120 الف يمكن حشدها بعد ساعات من الهجوم المتوقع والمقرر له قبل غروب الشمس !!. وطلبت مائير السفير الإسرائيلي بالولايات المتحدة والموجود وقتها بتل ابيب وأمرته بالسفر الى واشنطن فورا، كما استدعت السفير الأمريكي بإسرائيل وقالت له أن هجوما مصريا سوريا سيشن على اسرائيل مساء اليوم وأكدت له ان اسرائيل لن تبدأ بالهجوم وطلبت منه ابلاغ ذلك الى وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر والى الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون.
الا ان كل ذلك كان متأخرا للغاية .. فالسفير الأمريكي حينما توجه الى مكتبة لتنفيذ تعليمات جولدا مائير كانت الساعة تشير الى الثانية عشر ظهرا اى قبل ساعتين فقط من ساعة الصفر. وفي مصر كان الموقف يختلف، كانت عقول الرجال بغرفة العمليات تشتعل بالأسئله: هل ادرك الاسرائيليون الأمر، وزادت الاسئلة اشتعالا بعد رصد طائرتي استطلاع اسرائيليتين بالقرب من قناة السويس لكن تجهيزات الطائرتين لم تتح لهما الاستطلاع والتصوير فوق سيناء، ولابد ان تكون اسرائيل قد ادركت وتأكدت تماما من وجود جسور ومعدات العبور، الا ان الموقف زاد ارتباكا لدى الاسرائيليين لأن الطائرات رصدت ايضا الجنود المصريين يلعبون الكرة على حافة القناة بينما يسبح بعضهم في مياة القناة نفسها. ولم ترصد طائرتا الاستطلاع هذا العدد الضخم من مكبرات الصوت التى بدأ توزيعها على الوحدات دون ان يعرف احد انها مخصصة لترديد صيحة "الله أكبر". لقد تأخرت اسرائيل كثيرا ولم يعد هناك مفر...
وفى تمام الساعة الواحدة بعد الظهر وصل الرئيس السادات بملابسه العسكرية الى المركز رقم 10 (غرفة العمليات) لتغلق بعده ابواب المركز ويمنع الدخول اليه او الخروج منه، وضبطت ساعات الجميع الى اقرب ثانية، ورفعت خرائط المناورات التدريبية (تحرير 23) لتحل محلها خرائط العملية الهجومية بدر. وصدرت التعليمات للدكتور محمد عبد القادر حاتم ببدء تنفيذ الشق الإعلامي من الخطة، وقبل ساعة الصفر بـ 35 دقيقة بالضبط قطعت الإذاعة المصرية برامجها فجأة لتذيع الخبر التالي..
" جاءنا الآن أن عناصر من القوات الإسرائيلية المسلحة هاجمت مواقعنا في الزعفرانه، وهذا الهجوم يمثل خرقا خطيرا لوقف إطلاق النار وقد تم إبلاغ مجلس الأمن الدولي بهذا العدوان"
واستأنفت الإذاعة برامجها بعد هذا النبأ لتقطعها مرة آخرى في تمام الساعة الثانية لتذيع المارشات العسكرية فى الوقت الذى صدرت فيه أوامر التنفيذ من المركز 10 الى جميع القواعد الجوية، وعلى ارتفاع منخفض للغاية عبرت 210 طائرة مصرية لتطلق قذائفها على اهداف اسرائيلية محددة مسبقا، فى الوقت الذى انطلقت قذائف 2050 مدفع مصري نحو اهدافها في سيناء، وتحت هذا الغطاء النيراني المكثف عبر الجنود المصريين القناة فى زوارقهم المطاطية. واذاعت الإذاعة المصرية البيان رقم 7 الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة..
" بسم الله الرحمن الرحيم، نجحت قواتنا المسلحة فى عبور قناة السويس على طول المواجهة وتم الاستيلاء على منطقة الشاطئ الشرقي للقناة وتواصل قواتنا حاليا قتالها مع العدو بنجاح كما قامت قواتنا البحرية بحماية الجانب الأيسر لقواتنا على ساحل البحر الأبيض المتوسط وقد قامت بضرب الأهداف الهامة للعدو على الساحل الشمالي لسيناء وأصابتها إصابات مباشرة"
وفي الوقت نفسه عوت صفارات الإنذار فى كل أنحاء اسرائيل معلنة نجاح المصريين فى العبور، وتم استدعاء القادة العسكريين الى نقطة القيادة الإسرائيلية (كدم) المعروفة باسم (الحفرة) تحت سطح الأرض في مركز مجموعة العمليات. وكان فى انتظارهم صاعقة .. لقد هجم المصريون، ولم تشتعل بهم القناة، وتهاوى تحت ايديهم خط برليف، وسقط العلم الاسرائيلي وارتفع العلم المصري فوق نقاطه الحصينة. | |
|