موضوع: الحرب ( الهجوم من البحر ) الثلاثاء ديسمبر 18, 2007 5:06 pm
في أكتوبر 1971 أي قبل نشوب الحرب بعامين تم إيفاد مجموعة من الخبراء البحريين المصريين الى منطقة جنوب البحر الأحمر لإعداد دراسة تفصيلية عن الموقفين البحري والجوي في هذه المنطقة.
وفي مايو 1973 تم وضع خطة تفصيلية لتحرك القوات البحرية فى اتجاه مضيق باب المندب دون إثارة شهات إسرائيل وتم تنسيق الخطة بين القيادات العليا وإمعانا في التضليل والخداع فقد أرسلت القطع البحرية المصرية في زيارات مختلفة لبعض الموانئ العربية والأجنبية كي تعتاد إسرائيل على هذه التحركات التى كانت دوما في إتجاه الجنوب.
وبناء على أوامر اللواء بحري فؤاد أبو ذكري قائد القوات البحرية خرجت قوة بحرية تتكون من بعض المدمرات والغواصات ولنشات الصواريخ في الأول من أكتوبر 1973 من أماكن رسوها في البحر الأحمر الى عرض البحر مع الإعلان بأن وجهتها هي باكستان لإجراء عَمرة ولإصلاح بعض الأجهزة والمعدات الحيوية بها.
بينما كان السبب الحقيقي وراء خروج هذه القوات هو اتخاذ أوضاع القتال في باب المندب بما يعنى أن القوات البحرية كانت أول سلاح يبدأ الحرب حيث بدأت الحرب فعليا بالنسبه لهذه القوة من 1 أكتوبر.
وبناء على خطة السرية المطلقة فقد تم منع الإتصالات مطلقا مع هذه الوحدات ولم تكن هناك أي وسيلة للإتصال بهذه القطع البحرية الا بعد بدء العمليات الفعلية في 6 أكتوبر وكسر صمت اللاسلكي.
وعندما نشبت الحرب في الساعة الثانية بعد ظهر السادس من أكتوبر تم ابلاغ القوة البحرية بالكلمة الكودية عن طريق اللاسلكي لكي تبدأ في تنفيذ المهام الموكلة إليها.
وبهذا قامت القوات البحرية بالسيطرة على مضيق باب المندب وهي ضربة استراتيجية كبرى لإسرائيل بحيث ظهرت القوات البحرية المصرية بشكل مفاجئ لتباشر حق التفتيش واعتراض السفن التجارية التى ترفع العلم الإسرائيلي وكذلك السفن الآخرى المتجهه لإسرائيل وهو حق يكفله القانون الدولى.
وكانت هذه العملية بمثابة ضربة قاصمة لإسرائيل فقد قطعت البحرية المصرية عليها الشريان الذي كان يربطها بأفريقيا وآسيا. ولم يكن في قدرة الطائرات الإسرائيلية أو القطع البحرية الإسرائيلية الوصول الى المضيق الذي يبعد عنها بأكثر من 2500 كم.
كما أشتركت البحرية المصرية في عملية التمهيد النيراني للمدفعية فقد قصفت المدفعية الساحلية في بورسعيد نقط (بودابست) و (أوركال) الحصينة، كما قصفت المدفعية الساحلية في السويس الأهداف المعادية التى كانت تواجه قطاع الجيش الثالث.
وقامت لنشات الصواريخ بتوجيه صواريخها ضد تجمعات العدو في رمانة ورأس بيرون على ساحل البحر المتوسط، وعلى خليج السويس وجهت اللنشات صواريخها على أهداف العدو الحيوية في رأس مسلة ورأس سدر.
كما هاجمت الضفادع البشرية منطقة البترول في بلاعيم وتمكنت من تعطيل الحفار الضخم بها، وعلى مدخل مضيق تيران في خليج العقبة وجهت اللنشات صواريخها ضد أهداف العدو في شرم الشيخ ورأس محمد.
أما وحدات بث الألغام فقد قامت بإغلاق مدخل خليج السويس بالإلغام لمنع العدو من نقل البترول من حقول خليج السويس الى إيلات.