موسوعة الاستاذ التاريخية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موسوعة تاريخية شاملة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الثغرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 490
تاريخ التسجيل : 12/09/2007

الثغرة Empty
مُساهمةموضوع: الثغرة   الثغرة I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 18, 2007 5:22 pm

لم تكن خطط الاختراق الاسرائيلى إلى غرب القناة خططاً حديثة أو وليدة حرب أكتوبر ففكرة عبور القناة من الشرق إلى الغرب وعند البحيرات المرة بالتحديد برزت للوجود فى خطط الجنرالات الالمان الذين كانوا يقودون الجيوش التركية فى محاولة لاستعادة مصر للخلافة التركية أثناء الحرب العالمية الأولى.

وقد تنبهت القيادة العسكرية الاسرائيلية إليها أثناء حرب الاستنزاف عندما بدأ التفكير فيها ضمن عملية محدودة فى عام 1970 فى أعقاب حرب الاستنزاف لتحطيم جزء من شبكة الصواريخ المصرية لتستطيع من خلاله الطائرات الاسرائيلية تحطيم باقى الشبكة وقد شارك فى التخطيط والإعداد لهذه العملية وقتها الجنرال إريل شارون الذى قاد بعد ذلك عملية العبور عام 1973 بنفسه واختار لها الاسم العبري (Abiray Lev) وترجمتها الصحيحة (القلب الشجاع) أما الإسم الكودي (الغزالة Gazelle) والذى شاع استخدامه في الكتب العسكرية حتى الإسرائيلية منها فهو يعود الى خطأ في الترجمة من العبرية الى الإنجليزية وقع فيه أحد مراسلي وكالات الأنباء الغربية.

الغريب أن القيادة العسكرية المصرية كانت تعرف هذا الاحتمال سواء قبل الحرب أو بعد بدايتها بل إن هذه الخطط كانت متداولة ومنشورة فى كافة التحليلات العسكرية قبل الحرب!.

يقول الجنرال شارون عن هذه الخطة:
"لقد كان المصريون يتوقعون فى خططهم احتمال عبورنا لقناة السويس من الشرق إلى الغرب ولقد وقع ضابط المخابرات المصرى فى منطقة العبور فى الدفرسوار اسيرا فى يد قواتى وقد عثرنا معه على خريطة تحدد بالضبط مكان عبورنا المحتمل وخطتتنا بعد العبور مع اختلاف واحد هو أن المصريين توقعوا أننا سنستخدم دبابات برمائية وهذا ما كنا سنفعله بالضبط لكنها لم تصل فى الميعاد مما اضطرنى للتصرف واستخدام الهيليكوبتر لنقل بعض طلائع العبور لتأمين رأس الجسر ثم استخدمت اطوافاً عائمة".

وكانت القوة الموضوعة تحت قيادة الجنرال آريل شارون تضم لواءين مدرعين ولواء واحد من المشاة الميكانيكية ومجموعة من قوات الكوماندوز.

وكانت الاستعدادات الإسرائيلية للعبور الى الضفة الغربية قد بدأت يوم الخميس 11 أكتوبر حيث تم الإتفاق خلال المؤتمر الذي عقد في المركز المتقدم للقيادة الجنوبية برئاسة الجنرال حاييم بارليف، تم الإتفاق على اقتراح الجنرال جونين باختيار منطقة الدفرسوار لتكون مكانا للعبور.

الا أن تنفيذ الخطة تعرض للتأخير بسبب الخلاف الذى نشب بين القادة العسكريين في تل أبيب وتردد وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان، خاصة مع وجود فرقتين مدرعتين مصريتين وفرقتين مشاة ميكانيكيتين ومجموعات صاعقة إضافة الى عدد من الدبابات يصل الى 400 دبابة تتمركز كلها غرب قناة السويس، كل ذلك أعاق تنفيذ الخطة الإسرائيلية.

وفي يوم السبت 12 أكتوبر صدرت الأوامر بتجميع جميع معدات العبور الموجودة في أماكن مختلفة في سيناء في القطاع الأوسط الذي يتولى قيادته الجنرال شارون وكلف المهندسين بتركيب أجزاء الجسر الذي سيتم إلقاءه في قناة السويس عند منطقة العبور ليربط بين الشاطئين.

وعلى أثر فشل القوات المصرية في تطوير الهجوم ناحية الشرق يوم الأحد 14 أكتوبر أصدر رئيس الأركان الإسرائيلي ديفييد اليعازر أوامره الى القيادة الجنوبية بالإستعداد للعبور الى الضفة الغربية بينما قام بنفسه بالحصول على تصديق الوزراء على قرار العبور.

وقد حدثت تعديلات كبيرة على خطة (القلب الشجاع) وبلغت الصعاب والمشكلات الى الحد الذى جعل القادة الإسرائيليين المسئولين في مساء 16 أكتوبر يفكرون جديا في إلغاء العملية بأسرها وإصدار الأوامر الى قوات المظلات والمدرعات التى عبرت بالعودة مرة ثانية الى الضفة الشرقية.

ومما لا شك فيه أن الثغرة أو العبور الاسرائيليى للغرب قد أخذ تغطية إعلامية واسعة النطاق من كافة أجهزة الاعلام الغربية والتى تسيطر على أغلبها الدوائر المتصلة باسرائيل أو جماعات الضغط اليهودى على الرغم من أن الظروف السيئة التى حدثت على الجانب المصرى هى التى ساهمت فى انجاح عملية الثغرة وكان يمكن القضاء على القوات الاسرائيلية بمنتهى السهولة لولا بعض التخبط فى المعلومات.

ومما يؤكد أن الدعم الامريكى كان العامل الرئيسى فى تحول الموقف لصالح اسرائيل بعد الانهيار شبه الكامل للجيش الإسرائيلي على الجبهة المصرية من 6 إلى 12 أكتوبر وهو ما أجمع عليه كل المشاركين فى القتال من الجانبين، هى قيام طائرة إستطلاع أمريكية ظهر يوم 13 أكتوبر بالتجسس على جبهة القناة والدلتا لرصد مناطق الدفاع الجوى وتحركات القوات المصرية وكانت الطائرة تحلق على ارتفاع 30 كيلو متر بسرعة تصل إلى ثلاث أضعاف سرعة الصوت ومن الطبيعى أن نتائج هذا الاستطلاع والتجسس قد تم تسليمها إلى القيادة الاسرائيلية للاستفادة بها فى عمليات الاختراق التى تمت أثناء الثغرة.

يقول المشير الجمسى رئيس هيئة العمليات عن هذه النقطة بالتحديد: ".. مما يجدر ذكره أنه فى حديث للدكتور كيسنجر (وزير الخارجية الأمريكي) معى فى إحدى زياراته لمصر بعد الحرب قال لى أن أمريكا تحققت من عبور الفرقة 21 المدرعة (المصرية) من غرب القناة إلى شرقها استعدادا لتطوير الهجوم فى اتجاه المضايق وكان يعنى ذلك أن أمريكا استنتجت نوايانا عن استئناف الهجوم فى وقت مبكر قلت له إن اسرائيل تحققت من عبور هذه الفرقة واستنتجت بالتبعية نوايانا وكنت أعنى أن أمريكا زودتهم بنتائج الاستطلاع الذى تم يوم 13 أكتوبر لصالحهم ولم يرد أو يعلق وكانت نظرته فيها الرد الكافى...".

ومما يؤكد أيضا التواطؤ الأمريكى مع اسرائيل فى عملية الثغرة بالاضافة إلى تعويض الأسلحة واحاطتهم بنتائج التجسس والاستطلاع أنه فى نفس الوقت الذى بدأت اسرائيل الإعداد لتنفيذ عملية الثغرة كان هناك بطء متعمد من جانب الإدارة المريكية فى تدخلها للتوصل إلى القرار بوقف اطلاق النار وهو ما كانت تلح عليه وتسعى إليه وتضغط من أجله منذ بداية المعارك إذ رأت أمريكا أنه لا داعى للعجلة بعد أن بدأت اسرائيل تأخذ زمام المبادأة.

وكانت مهمة الجنرال شارون قائد مجموعة العمليات رقم 143 تنحصر في إقامة وتأمين رأس كوبري (منطقة عبور) على ضفتي قناة السويس عند نقطة الدفرسوار ليلة 15 / 16 أكتوبر تمهيدا لعبور فرقة إسرائيلية تحت قيادة الجنرال إبراهام أدان (برن) صباح يوم 16 أكتوبر.

وكادت هذه الخطة أن تصاب بالفشل بسبب تأخر وصول معدات العبور الى منطقة الدفرسوار، والتعطيل في عمليات تأمين المعبر عند الدفرسوار والتى كانت تستلزم السيطرة التامة على المنطقة الممتدة من نقطة العبور حتى مسافة 5 كم شمالا حيث قابلت الخطة الإسرائيلية للسيطرة على هذه المنطقة مقاومة باسلة من القوات المصرية، ونتيجة لذلك تعثرت خطة العبور الإسرائيلية.

كان التخطيط الإسرائيلي لعملية العبور يهدف بالدرجة الأولى الى تحويل أنظار المصريين عما سوف يجري مساء 15 أكتوبر عند الدفرسوار، ولذلك بدأت غارات جوية إسرائيلية مركزة إعتبارا من الساعة الخامسة صباح 15 أكتوبر على مناطق تمركز الجيش الثاني الميداني، وظلت هذه الغارات المكثفة حتى قبيل الغروب وفي الوقت نفسه وبعد أن نجحت هذه الغارات في تحويل أنظار المصريين عبرت القوات الإسرائيلية الى الضفة الغربية وبدأت هذه القوات تتقدم دون مواجهة أي مقاومة.

غير أن العبور الرئيسي للقوات الإسرائيلية الى الضفة الغربية فشل ثلاث مرات متتاليه حيث قوبل اللواء الإسرائيلي المدرع بقيادة العقيد "آمنون" بهجوم مصري غير مسبوق كلف القوات الإسرائيلية خسائر فادحة في الأفراد والمعدات والأسلحة.

وأمام ذلك أقترح وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان سحب لواء المظلات المتمركز في الضفة الغربية تحت قيادة العقيد داني مات والغاء العملية كلها قائلا بالحرف الواحد: "المصريين سوف يذبحون قواتنا على الشاطئ الآخر"، لكن إقتراحه قوبل بالرفض في غرفة العمليات الإسرائيلية.

وفي صباح 16 أكتوبر قاد العقيد "آمنون" بنفسه الهجوم الرابع على التوالى على منطقة "تقاطع الطرق" الإستراتيجية لتأمين عملية العبور، ونظرا للإنهاك الذى أصاب القوات المصرية التى خاضت قتالا مريرا طوال الليل ونقص الذخيرة اُجبرت هذه القوات في النهاية على الإنسحاب من مواقعها وتقدم آمنون بقواته وأستولى على منطقة تقاطع الطرق، الا أنه في سبيل تحقيق ذلك فقد أصبح موقفه في غاية السوء فلم يتبق له سوى 27 دبابة فقط إضافة الى خسارته لأعداد هائلة من الجنود.

ولم يتأخر وصول قوات الدعم الإسرائيلية كثيرا لكنها لاقت في سبيل ذلك أيضا خسائر فادحة بعد أن تعرضت للنيران المصرية من كل جانب. لكنها في النهاية نفذت مهمتها

في الساعة العاشرة صباح يوم 16 أكتوبر وصل أول بلاغ عن وجود قوات إسرائيلية غرب القناة الى مركز قيادة الجيش الثاني الميداني وكان البلاغ يتضمن كشف وجود 5 دبابات برمائية إسرائيلية في مطار الدفرسوار، وبعد نحو ساعة أصدرت قيادة الجيش الثاني الأوامر بدفع سرية مشاة ميكانيكية مدعمة بفصيلة دبابات الى مطار الدفرسوار لتدمير قوة العدو بالمطار غير أن مهمة الرية باءت بالفشل نتيجة إنقطاع الإتصال مع القيادة.

وقبيل حلول ظهر اليوم نفسه بدأت قوات العدو الإسرائيلية بأول عملية هجومية تجاه الغرب، وفي الساعة الثانية عشرة ظهرا أصدر اللواء تيسير العقاد الذى تسلم مسؤولية قيادة الجيش الثاني الميداني خلفا لللواء سعد مأمون الذى أصيب صباح يوم 14 أكتوبر بأزمة قلبية، أصدر أوامره بتدمير القوات الإسرائيلية المتقدمة نحو الغرب غير ان القوات المصرية التى كُلفت بهذه المهمة سقطت في كمين محكم وأستشهد قائدها العقيد أركان حرب حسين رضوان ودُمرت 15 عربة مدرعة مصرية ومعظم الدبابات ومدافع الإقتحام.

أما في غرفة العمليات بالقاهرة (المركز 10) فقد وصلت أنباء الهجوم الإسرائيلي صباح يوم 16 أكتوبر تقول: "نجحت جماعات صغيرة من العدو في العبور الى الضفة الغربية، ويقوم الجيش الثاني الميداني بإتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء عليها". غير أن المعلومات بدأت تتخذ طابع أكثر خطورة بعد ذلك.

وفي أرض المعركة نفسها كانت تجري عملية تضليل لقيادة الجيش الثاني الميداني، ففي الوقت الذى كانت تشير فيه وحدات الإستطلاع الى وجود 5 دبابات إسرائيلية فقط غرب القناة كان يوجد بمنطقة الدفرسوار لواء مظلات إسرائيلي كامل وحوالي 30 دبابة وعدد من العربات المدرعة. وبالتالي لم تنجح قيادة الجيش الثاني في اتخاذ القرار المثالي كما لم تصل الى القاهرة المعلومات الصحيحة عن حقيقة الموقف.

فقد ثبت أن الرئيس السادات – رحمه الله – ذهب الى مجلس الشعب يوم 16 أكتوبر حيث القى خطبته الشهيرة التى أعلن فيها شروط مصر لوقف اطلاق النار دون أن تبلغه أى أنباء عن وجود أى وحدات اسرائيلية غرب القناة، كما أن المشير أحمد إسماعيل – رحمه الله – وهو وزير الحربية أكد أيضا عقب الحرب أنه لم تصله أي معلومات عن عبور قوات للعدو الى الغرب الا بعد عودته من مجلس الشعب يوم 16 أكتوبر، كما أن هذه المعلومات التى وصلته كانت تشير الى "تسلل" أعداد صغيرة من الدبابات البرمائية الإسرائيلية الى غرب القناة وان القضاء عليها بسرعة أمر ممكن.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tarekh.ahlamontada.com
 
الثغرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موسوعة الاستاذ التاريخية :: تاريخ مصر الحديث والمعاصر :: حرب اكتوبر-
انتقل الى: