معركة رشيد
في 19 سبتمبر 1807 م، تصدى أهالي
رشيد بقيادة محافظها
علي بك السلانكي للحملة الإنجليزية بقيادة الجنرال فريزر (
حملة فريزر)، وكان قد مضى عامان على تولي محمد علي حكم مصر. وكان الإنجليز قد انتهزوا الصراع بين الوالي محمد علي والمماليك وضعف الجبهة الداخلية، فاتفقوا مع محمد بك الألفي زعيم المماليك على أن يؤيد الحملة البريطانية في مقابل أن تكفل إنجلترا للمماليك الإستيلاء على مقاليد البلاد. لكن الألفي مات قبل وصول هذه الحملة إلى مصر. وكانت الخطة أن يزحف المماليك إلى القاهرة ليحتلوها، والإنجليز يحتلون بأسطولهم موانيء مصر، والبداية كان ثغر رشيد، بعده يزحفون إلى الدلتا ويحتلون القاهرة لإسقاط حكم محمد علي، على أن يعاونهم المماليك عملاؤهم في مصر ولاسيما جبهة الألفي بك. وكان الجنرال فريزر بالإسكندرية قد تلقي تقريرا من قنصل إنجلترا في رشيد عن حالة مصر وما بها من قوات مما جعله يزحف برا إلى رشيد لاحتلالها واتخاذها قاعدة حربية لقواته، وكلف القائد ويكوب بهذه المهمة العسكرية، وكان معه ألف جندي، تحركوا من الإسكندرية إلى رشيد. وكان محافظ إقليم رشيد علي بك السلانكي وقواته 700 جندي، فعزم على مقاومة عساكر الإنجليز. واستنفر الشيخ حسن كيريت الأهالي للمقاومة الشعبية، فأمر بإبعاد المراكب المصرية من أمام شاطيء النيل برشيد إلى البر الشرقي المقابل عند الجزيرة الخضراء وبرج مغيزل بمركز مطوبس، وكان الهدف منع الأهالي من ركوبها والفرار من المدينة حتى لايجد رجال حاميته وسيلة للإرتداد أو الإستسلام أو الإنسحاب كما فعلت حامية الإسكندرية من قبل، وأصبحت الحامية بين الأهالي متوارية بالمنازل داخل مدينة رشيد، والبحر من ورائهم والعدو أمامهم، ولا مناص إلا القتال والمقاومة، وأمرهم بعدم التحرك أو إطلاق النار إلا بعد صدور إشارة متفق عليها، فتقدم الإنجليز ولم يجدوا أي مقاومة، فاعتقدوا أن المدينة ستستسلم كما فعلت حامية الإسكندرية، فدخلوا شوارع المدينة مطمئنين، وأخذوا يستريحون بعد السير في الرمال من الاسكندرية إلى رشيد، وانتشروا في شوارع المدينة والأسواق للعثور على أماكن يلجئون إليها ويستريحون فيها. وماكادوا يستريحون حتى انطلق نداء الآذان بأمر السلانكي من فوق مئذنة سيدي زغلول مرددا:
الله أكبر، حي على الجهاد، فانهالت النيران من الأهالي وأفراد حامية رشيد من نوافذ المنازل وأسطحها، فقتل جنود وضباط من الحملة وهرب من بقي حيا وبلغ عدد قتلي الانجليز 170 قتيلا و 250 جريحا و 120 أسيرا لدي حامية رشيد، وأتي محمد علي بقواته بعدما انسحب الإنجليز للإسكندرية، وفاوض محمد علي الجنرال فريزر على الإنسحاب من مصر التي غادرها مع قواته، وأحبط أهالي رشيد المشروع البريطاني لإحتلال مصر، وأصبح يوم 19 سبتمبر
العيد القومي لمحافظة البحيرة