تأزم الموقف بين محمد على والسلطان العثمانى فقد كانت الدولة العثمانية مصممة على استرجاع سورية عقب هزيمتها فى قونية وفى إبريل عام ١٨٣٩، عبرت القوات العثمانية الفرات وزحفت على سوريا وبعد سبعة عشر يوما انتصر إبراهيم باشا انتصارًا ساحقا على قوات السلطان فى موقعة نزيب (نصيبين)، واستسلم الاسطول العثماني الي محمد علي فباتت الدولة العثمانية بدون جيش او اسطول وكان انتصار الجيش المصرى فى نصيبين عاملا حاسما فى تحرك الدول الكبرى. فاجتمعت كلمة تلك الدول وقدم سفراؤها مذكرة إلى الباب العالى فى ٢٧ يوليو سنة ١٨٣٩ يطلبون إليه باسم الدول الخمس : النمسا والروسيا وإنجلترا وفرنسا وبروسيا الا يبرم أمرا فى شأن المسألة المصرية إلاباطلاعهم واتفاقهم.
ثم أجرت بريطانيا مفاوضات مع الروسيا والنمسا وبروسيا انتهت بعقد معاهدة لندن فى ١٥ يوليو ١٨٤٠ بين إنجلترا والروسيا والنمسا وبروسيا والدولة العثمانية وتعهدت الدول بمقتضى هذه المعاهدة بمساعدة السلطان فعلا فى إخضاع محمد على. وتضمن الملحق المرفق بالمعاهدة المسائل التى تعهد السلطان بعرضها على محمد على وهى أن يخول محمد على حكومة مصر وراثية وولاية عكا طوال حياته وأن يكون لمصر حق الإستقلال الداخلى بقيود متينة تربطها بالدولة مثل الجزية وعدم تمثيل مصر فى الخارج وتحديد الجيش والأسطول فإذا لم يقبل هذه الشروط فى عشرة أيام تنقص من حقوقه حكومة عكا ، فإذا تأخر عشرة ايام أخرى ولم يقبل ترغمه الدول بالقوة على تنفيذها وتقوم الدول بحماية السلطان وعرشه إذا ما تحركت قوات محمد على ضده.