هناك عدة عوامل أدت إلى انهيار دولة المماليك البحرية ومن أهمها :
1- شذوذ أنظمة ا لحكم :
ويتمثل هذا الشذوذ في وجود سلطانين في وقت واحد على عرش مصر ، وقد ظهر ذلك لأول مرة حين أقام المعز أيبك معه في السلطنة الناصر يوسف الأيوبي سنة 648هـ .. والمرة الثانية عندما أقام قلاوون ابنه الصالح على في السلطنة خلال فترة حكمه سنة 687هـ .. والمرة الثالثة إقامة أنوك مع وجود علي ...
إلا أننا نلاحظ أنه في الحالتين الأوليين أقيم السلطان الثاني برضاء سلطان البلاد ، ولكننا نجد في حالة أنوك وعلي ، أقيم أنوك نكاية في على وبتالي ظهرت جبهتين متنازعتين لكل منهما أنصارها مما أدى إلى تفكك قوة المماليك البحرية ، وكان ذلك إيذانا بانهيارها .
2- صغر سن السلاطين وقصر مدة حكمهم خلال عهد أبناء الناصر وأحفاده :
وقد ترتب على هذا الأمر عدة أمور أدت إلى انهيار الدولة وأهمها :
* ظهور نفوذ الأتابكة بشكل جلي : حيث تركزت السلطة في أيدي الأتابكة ولم يعد للسلطان وجود سوى بالاسم ، وتضاءلت شخصية السلطان حتى أنه لم يكن يسمع عنه إلا وقت التولية وحين العزل .
* استمرار التنافس بين الأمراء وتدبيرهم الفتن والدسائس ضد بعضهم البعض : وذلك لعدم وجود سلطان قوي يردع الأمراء عن غيهم ويوقفهم عند حد لا يتعدونه .. فكان عهد هؤلاء السلاطين لا يخرج عن كونه سلسلة من المؤامرات التي تولدها المنافسات بين الأمراء المتطلعين للنفوذ والسلطان